هل يمكننا علاج الادمان على المخدرات في المنزل ؟! أم أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات قد يضر بصحة المريض ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطرة، وإذا كان بإمكاننا ذلك بالفعل في ظل التطور الطبي في الوقت الحالي فما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية المتعافي ومساعدته في الإقلاع عن المخدرات دون أدنى خسائر، تعرف معنا اليوم من خلال موسوعة ابحث على آخر الأبحاث الطبية المتعلقة بعلاج الادمان على المخدرات.
علاج الادمان على المخدرات في المنزل !
التوقف عن الإدمان يشبه السهل الممتنع؛ فاتخاذ القرار أمر بسيط، ولكن التنفيذ والاستمرار ليس بالأمر السهل على الإطلاق، لذلك لا يمكننا القول بأن رحلة علاج الادمان على المخدرات في البيت ستكون ناجحة في جميع الأحوال، فهناك الكثير من الخفايا في هذا الأمر، منها:
كيف يفكر مدمن المخدرات ؟
ثمة طريقة مختلفة يفكر بها متعاطي المخدرات، فهو يعيش في عالم موازي تحيط به الهلاوس والأكاذيب، التي يصنع منها سيناريوهات لا علاقة لها بالواقع، فخيوط الكذب التي ينسجها خياله هي في عالمه واقع ملموس، لذلك لا يمكننا التسلل إلى هذا العالم الخيالي و علاج الادمان على المخدرات في المنزل .
بالطبع تختلف الحالة النفسية والجسدية من شخص لآخر، وتتباين حِدة الأعراض تبعًا لحالة الشخص، ولكن في أغلب الأحوال يتملك المدمن سلوك عدائي تجاه المجتمع والمحيط الذي يعيش فيه، ومثل هذا السلوك يخيل له أن الجميع يرغبون في إيذائه وإبعاده عن المخدرات والعالم الخيالي الذي تخلقه له.
اختصارًا يتعامل المدمن مع المخدرات على أنها طوق النجاة والملاذ الوحيد من تلك الضغوط التي تثاقلت على عاتقه، ولا يرغب أبدًا في الخروج من هذا العالم الافتراضي، وعلى الرغم من أن أغلب المدمنين تكون حالتهم النفسية شبه طبيعية ولا يبدو عليهم تلك التأثيرات الواضحة إلا أن طريقة التفكير والنظرة المجتمعية تختلف بعض الشيء.
كيف يتم علاج الادمان على المخدرات في المنزل ؟
ما هي مراحل الإدمان على المخدرات ؟
كي يتمكن الطبيب من تحديد ما إذا كان بإمكاننا علاج الادمان على المخدرات في المنزل أم لا، لابد أولًا أن يتم تحديد المرحلة التي يمر بها المتعاطي، فهناك أربعة مراحل يمر بها المدمن، وتختلف حدة أعراض كل منها عن الأخرى كما يلي:
1- مرحلة التجربة
هذه التجربة تكون بمثابة الخطوة الأولى في عالم المخدرات، إذ يقوم الشخص بتعاطي أي من أنواع المخدرات المتاحة في محيط تواجده على سبيل التجربة أو للتخلص من الضغط النفسي أو القلق، ظنًا منهم أن تلك النشوة المؤقتة هي الحل للتخلص من هذا الضغط.
إذا توقف الأمر على هذه المرحلة وتم استكشاف المشكلة سريعًا فإنه بإمكاننا علاج الادمان على المخدرات في المنزل ؛ إذ لم يصل المتعاطي إلى مرحلة الإدمان بعد، فكل ما يحتاج إليه هو القليل من الدعم النفسي والاستشارة لتخفيف الضغط أو حل المشكلة التي تعترض طريقه.
وهنا يتحول الأمر من مجرد فضول إلى رغبة في التعاطي، وتختلف الأعراض التي تبدو على الشخص تبعًا لنوع المخدر الذي يتناوله، وقد تستغرق هذه المرحلة بضعة أسابيع أو شهور تبعًا لتأثير المخدر، والكمية التي يتم تعاطيها.
في هذه الحالة لا يتم علاج الادمان على المخدرات في المنزل إلا بعد إجراء فحص طبي دقيق للمريض للتعرف على مدى تأثير المخدر على الحالة الصحية والجسدية للشخص، ووضع خطة علاجية وبروتوكول طوارئ واضح لحماية المريض من الانتكاس.
نقصد بمرحلة الادمان عدم قدرة المتعاطي على إيقاف المخدرات لفترة قصيرة، فقد أصبح تعاطي المخدرات أمر يومي، وربما لم يعد بإمكانه التخلي عنها لبضعة ساعات تبعًا لنوع المخدر وتأثيره، وتبدو على المتعاطي العديد من ظواهر الإدمان النفسية والصحية.
ينعزل المدمن عن العالم الخارجي، وتشتد به أعراض الادمان تدريجيًا، ويصبح كل مسعاه في الحياة هو الحصول على المخدر في الوقت المناسب، وهنا لا يمكننا أبدًا علاج الادمان على المخدرات في المنزل إذ يحتاج المريض إلى رعاية طبية خاصة لتفادي أي مخاطر صحية أو نفسية محتملة.
4- مرحلة الاحتراق
يمكننا القول بأن هذه المرحلة هي ذورة منحنى الادمان، فقد تخطى المدمن مختلف مراحل النشوة المؤقتة التي تسببها المخدرات، وقد يلجأ إلى مزج عدة أنواع للوصول إلى نفس الشعور الذي دفعه للتعاطي في المراحل الأولى، وهنا يصبح المدمن أكثر خطورة.
قد تؤدي هذه المرحلة إلى التفكير في الانتحار أو الرغبة في إيذاء كل من يحاول مساعدته في الإقلاع عن المخدرات، وتتطلب هذه المرحلة خطوات طويلة للعلاج والتأهيل، ولا يمكن تحت أي ظرف أن يتم علاج الادمان على المخدرات في المنزل إذ قد يلجأ المريض للانتحار أو إيذاء الأشخاص المحيطين به.
ما هي مراحل الإدمان على المخدرات ؟
العلاج النفسي للمدمنين على المخدرات
يستهدف العلاج النفسي إعادة تأهيل المتعافي لمواجهة المجتمع مرة أخرى والتحكم في القلق والضغط النفسي بطريقة عملية صحيحة، ومن ناحية أخرى حمايته من الانتكاس والعودة لتعاطي المخدرات مرة أخرى، وأيًا كان الهدف من العلاج النفسي فإنه يتم تحت إشراف متخصصي الطب النفسي وعلاج الادمان.
إثر تجاوز مرحلة الانسحاب والتخلص من سموم المخدرات العالقة في الجسم سواء كان علاج الادمان على المخدرات في المنزل أو في المشفى، لابد وأن يخضع المريض لمرحلة العلاج النفسي، ويتم ذلك داخل المستشفى في بعض الحالات، أو بتلقى جلسات منتظمة مع الطبيب المعالج بعد عودة المريض إلى منزله مرة أخرى.
مما سبق يتضح لنا أن علاج الادمان على المخدرات في المنزل يتطلب استشارة الطبيب المختص أولًا، وفحص المتعاطي والتعرف على التبعات النفسية والصحية المحتملة حال إيقاف المخدرات، ووضع بروتوكول العلاج المناسب، ومن ثم البدء في اتخاذ الإجراءات الصحيحة، وأن إيقاف المخدرات دون الرجوع للطبيب قد يؤدي إلى العديد من المخاطر الصحية والنفسية.
