دائمًا ما يذكُر المدمنون المتعافون أنهم لم يشعروا بالتحسن التام بعد الإقلاع عن المخدرات! وفي الحقيقة يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى يستطيع المتعافي استعادة روتين حياته الطبيعي مرة أخرى، وفيما يلي سوف نتناول معًا إجابة واضحة لسؤال ” كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب ؟” وكيفية دعم وتعزيز الحالة النفسية والصحية طوال فترة الاستشفاء.
كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب ؟
أولًا: عليكي تعزيز أسباب الإقلاع عن المخدرات أيًا ما كان نوعها سواء الأقراص المهدئة أو المخدرات الأخرى المُتعارف عليها، حيث أن تعزيز الرغبة في التعافي من آثار المخدرات وأضرارها يساعده في تجاوز مرحلة الانسحاب، ومراحل التعافي المتتالية.
ثانيًا: عليكي التعرف على طبيعة كل مرحلة يمر بها الزوج أثناء فترات التعافي، حيث تختلف الأعراض والمشكلات من مرحلة لأخرى، ولاشك أن فهم حالة الزوج في كل مرحلة سوف يساعدك في اختيار نمط التعامل المناسب واستيعاب المشكلة.
الخطوة الثالثة التي سنتحدث عنها للإجابة عن تساؤل كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب ، هي دعم الحالة النفسية في كل مرحلة، مرحلة التعافي وما قبلها وما بعدها ليست مناسبة للوم والعتاب أو إصدار الأحكام، فعلى الأغلب يعلم المدمن أنه ارتكب خطأ،
ولكنه الآن بحاجة إلى الحب والاهتمام فقط حتى يتمكن من الخروج من ذلك النفق المظلم إلى دائرة حياته ومهامه المعتادة، وقد يدفعه اللوم المتكرر إلى البقاء في ذلك النفق المظلم هروبًا من الأحكام التي يصدرها من حوله، لذلك تعمدي الهدوء والصبر وابتعدي تمامًا عن عبارات اللوم.
ويمكنك التعرف على المزيد عن أسباب الادمان على المخدرات
لماذا يجب أن يُقلع زوجك عن المخدرات؟
لاشك أن تعظيم الهدف يدفعنا إلى العمل جاهدين للوصول إليه، وهذا بالفعل صُلب مقال اليوم ” كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب” لا تتحدثي مع الزوج عن المرحلة الحالية، ولكن ذكريه دائمًا بتبعات هذه المرحلة، وأن الإقلاع عن المخدرات سيؤدي بالتبعية إلى تحسين حياته بعدة طرق منها:
- تحسين صحته الجسدية والعقلية
- تقليل خطر التعرض لضرر صحي دائم
- تحسين علاقاته مع الأصدقاء والعائلة
- إعادة الاتصال بمشاعره وزيادة طاقته
- تحسين مظهره، واستعادة وضعه الاجتماعي
مِثل هذه المحادثات تدعم وتعزز رغبته في الإقلاع عن المخدرات، أما الحديث عن حالته في مراحل التعافي فقد يكون سببًا للضعف والانتكاس والنقم على تلك المراحل الهزيلة التي يمر بها الآن، بطبيعة الحال يمقت الإنسان فترات الضعف التي يمر بها.
كيف يبدو الإقلاع عن المخدرات ؟
عندما يتم التوقف عن تعاطي المخدرات، يمر الجسم بعملية الانسحاب وهي عملية التخلص من السموم، وتختلف الأعراض بين الأشخاص، وبين الأدوية أيضًا، وتتراوح من أعراض خفيفة إلى خطيرة، ويرجع ذلك للحالة الصحية للمتعافي ومدة التعاطي، ونوع العقاقير.
تستمر مرحلة الانسحاب من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع فالأمر يختلف من شخص لآخر، لكنها في النهاية مرحلة مؤقتة، وسوف تنتهي في فترة زمنية محددة طبقًا لتقييم الطبيب، ومهما كانت الأعراض الانسحابية قوية، فإنه يتم السيطرة عليها بسهولة من قِبل الأطباء المتخصصين.
لذلك لا ننصح أبدًا بالإقلاع عن المخدرات أيًا ما كانت مواصفات الحالة دون الرجوع إلى الطبيب المختص، حيث أن هناك العديد من البروتوكولات العلاجية التي تختلف من حالة لأخرى، وقد يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول المخدر إلى أضرار صحية بالغة.
وعليكِ أيضًا طرح هذا السؤال كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب ؟ على الطبيب المعالج، بعد فحص الحالة ووضع بروتوكول العلاج الصحيح، سيكون لديه القدر الأكبر من المعلومات حول الأعراض المتوقعة وكيفية التعامل معها.
تابع أيضًا أعراض تعاطي المخدرات
الوقاية من خطر الانتكاس
خطر الانتكاس (أي التعاطي مرة أخرى) يهدد كل المتعافين تقريبًا، وإلى جانب الدعم النفسي الذي يتلقاه المتعافين من الدائرة المحيطة بهم خاصة العائلة، فإن هناك بعض المواقف التي يجب تفاديها لمواجهة مخاطر الانتكاس مثل:
- تجنب الأماكن التي تتيح تعاطي المخدرات أو الكحول
- استرجع أصدقاءك الذين لا يتعاطون المخدرات
- تعلم كيفية التعامل مع التوتر والقلق باستراتيجيات أخرى دون المهدئات
- شتِت انتباهك تجاه المخدرات بممارسة الأنشطة مثل الرياضة أو الموسيقى
- أعد ترتيب أهدافك المستقبلية، و ضع خطة عملية لكل شهر واحرص على تطبيقها
كيف أتعامل مع زوجي المدمن حبوب بعد الانتكاس ؟
تذكري دائمًا أن التعافي لا يحدث بين عشية وضحاها، والانتكاس بعد التعافي أمر وارِد الحدوث في الكثير من الحالات، فـ اغتنمي الفرصة لتذكير زوجك بأسباب تركه المخدرات، واغفري له، وتحدثي إلى الطبيب لمعرفة أفضل طريقة لاستئناف العلاج، أو اقتراح نوعًا مختلفًا من العلاج.
قد يكون الانتكاس أكثر خطرًا وأشد فتكًا بالمتعاطي، لذلك يتطلب الأمر مزيدًا من الدعم والتعاطف، وعليك أيضًا الاستعانة بالطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة، ووضع خطة علاجية جديدة، قد تضطر للعودة للخطوات الأولى ولكن من المؤكد أن التعافي ليس مستحيلًا.
إن مشاهدة شخص تهتم به يتعاطى المخدرات أمر محزِن، وغالبًا ما يكون سلوكهم غير منتظم والتحدث معهم حول مشكلتهم يمثل تحديًا، ولكن الهدوء والاحترام يشجعهم على الصدق والتجاوب، فكن إيجابيًا ومشجعًا وليس سلبيًا ومزعجًا، وتذكر أن الانتكاسات قد تحدث، لكنها لا تعني أن الشخص لا يمكنه المحاولة مرة أخرى والنجاح.